يتطور العالم من حولنا وتتطور أدواته، ويعتبر الإنترنت من أهم أدوات العصر الحديث، وكان من الطبيعي أن يُستغل من الحركات الاجتماعية المختلفة لكسب تأييد لقضاياها التي تدافع عنها، وإذا نظرنا للحركة النسْوية في المنطقة العربية فلقد استغلت هذه الأداة بشكل كبير وفعال، فقبل الربيع العربي في 2011 كان الوضع مقتصر على عمل مؤسسات المجتمع المدني ذات توجه الحقوقي أو من مؤسسات لها توجه نسْوي، وبعض الجهود الذاتية جداً التي تدافع عن حقوق النساء من منظور فردي، ولكن حالة الحراك المجتمعي الواسع أثناء وبعد الثورات العربية مباشرة والذي اتخذ من قضايا مثل ” التحرش الجنسي ” مدخلاً مؤسساً لاستقلال المطالبات بحقوق النساء وإخراجها من السياق التنموي لسياق منفصل كقضايا مستقلة، تطور الأمر للحديث عن قضايا كان مسكوت عنها تماماً مثل قضايا حرمان النساء من الميراث، التمييز ضد النساء في القوانين، معاناة النساء في قضايا الطلاق والنفقة والحضانة ومنح الجنسية لأبنائهن وبناتهن، معتقلات المنازل، التحرش في أماكن العمل ..إلخ ،لنصل إلى الحديث عن ملكية الجسد والجنسانية وحب الذات والجسد والاستقلال الفكري والمادي عن الأسرة ، بدأ الأمر ببعض التدوينات الفردية لينبثق منها فيها بعد عدد من المبادرات الافتراضية التي خلقت دوائر دعم وضغط على الدولة في المقام الأول وعلى المؤسسات المهتمة بالعمل على حقوق النساء في المقام الثاني لتُجبر الكثير منها على تبني خطابات تقدمية وتخرجها من عباءة جبر الضرر إلي تجنب حدوث هذا الضرر.
في هذه الورقة سنناقش استخدام هذه الموجة من الحراك النسْوي منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لإحداث تغيير فكري وأسباب اللجوء لها، ومميزات وعيوب هذه المنصات وأنواع الثقافات المتنوعة التي انتشرت بسبب هذا النوع من الحراك، كما سنذكر أشهر الوسوم والحملات في المنطقة العربية التي خلقت تغيير قانوني أو فكري ومجتمعي.
للاطلاع علي الورقة الضغط على الرابط التالي الحراك النسْوي الرقمي مقاربة المدافعة الرقمية