تزويج القاصرات جريمة متجذرة في أعراف المجتمع المصري وبخاصة في المجتمعات الريفية وصعيد مصر، وهي تعد من أكثر جرائم العنف المركب انتشارا والتي تنتهك أكثر من حق من حقوق الفتيات، وتقتل طفولتهن بمشكلات صحية ونفسية قاسية.
وطبقاً لعدد من الهيئات الدولية فهناك 12 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم يتزوجن قبل بلوغهن سن 18 عام سنوياً، وتحتل مصر واليمن معدلات مرتفعة في المنطقة العربية والشرق الأوسط في تزويج القاصرات.
وتشير المؤشرات إلى ارتفاع نسب تزويج القاصرات منذ بداية أزمة كوفيد-19 (كورونا)، حيث تدفع الظروف الاقتصادية والعوز بشكل أساسي الأسر للتخلص من بناتهن .
ونظراً لتفشي هذه الظاهرة في المجتمع المصري، وتأثيرها الذي يمتد للنواحي الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية في المجتمع، تحاول هذه الورقة عرض أبرز مسببات مشكلة الزواج المبكر” تزويج القاصرات” في مصر، واقتراح عدد من التوصيات للتصدي لها والسيطرة عليها، كما تتطرق الورقة للمحاولات التشريعية المختلفة منذ 2017 لتجريم الظاهرة.
وتتناول الورقة عدد من المحاور التي تحاول تعريف ظاهرة ” تزويج القاصرات” وأسبابها، وموقف المشرع منها، في مقابل الوقائع التي تفرضها هذه الظاهرة على الأرض، ونتائجها المنعكسة على المجتمع والدولة، وتقييم الإستراتيجية القومية لمناهضة الزواج المبكر 2015 إلى 2020، كما تحاول في النهاية عرض عدد من التوصيات التي تساعد في مكافحة هذه الظاهرة داخل المجتمع المصري.
للإطلاع ورقة تحليلية (حبر على ورق ) (3)