اختتمت حملة “جسمها حقها.. وحقها تقرر” التي انطلقت يوم 20 أكتوبر واستمرت لمدة 10 أيام. تناولنا فيها قضية ملكية الجسد، تأكيدًا على أن للنساء والفتيات الحق الكامل في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهن وحياتهن بدون قيود وصائية من المجتمع.
اشتبكت الحملة مع قضايا عديدة مثل تزويج الطفلات وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، الكشف الآمن عند طبيب النساء، الانتهاكات المصاحبة لعمليات الجهاز التناسلي والعنف التوليدي، حرية قرار الإنجاب واختيار وسيلة منع الحمل وغيرها من القضايا.
استناداً إلى إدراكنا لأهمية العمل على قضايا التثقيف الصحي والجنسي للنساء والفتيات، وتعزيز معرفتهن بحقوقهن الصحية والجسدية، ومحاربة الخرافات المجتمعية، والتصدي للمعتقدات البالية، ومن منطلق التزامنا بمناصرة حقوق النساء والفتيات وتعزيز مفاهيم العدالة والمساواة بين الجنسين، فقد إرتأت مجموعة المؤسسات والمبادرات المشاركة في الحملة (مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة، مؤسسة مصريين بلا حدود، مؤسسة جنوبية حرة، مبادرة سند، مركز الإعلام من أجل التنمية “نسيج”، مبادرة ميريت، ومبادرة صوتك) ضرورة مواصة العمل وبذل الجهد المشترك بتشكيل مجموعة عمل دائمة، للاشتباك والتفاعل من خلال أنشطة المناصرة والتوعية الممتدة، لتعزيز حقوق الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات.
تأتي هذه المجموعة كاستجابة للحاجة الملحة التي لمسناها خلال حملة “جسمها حقها وحقها تقرر”، حيث تبيّن ضرورة تعزيز الفهم المجتمعي للمفاهيم المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية وتعزيز التغيير الإيجابي للمفاهيم المغلوطة حول صحة الجسد، وتوفير مساحات آمنة لتبادل المعرفة والخبرات المتنوعة.
تهدف مجموعة العمل إلى بناء وعي مجتمعي شامل يُمكن الأفراد، وخاصة النساء والفتيات، من ممارسة حقوقهن المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية بكرامة واستقلالية، وبناءاً على قرارت مستنيرة وواعية، في إطار يعزز سلامة الحياة الصحية للنساء والفتيات ويضمن لهن ممارسة حقوقهن بحرية وأمان.
وسوف نعلن خلال الأيام المقبلة عن خطوات الانضمام للمجموعة وطريقة التواصل وخطة العمل وكافة التفاصيل. سيكون مرحب بانضمام الفاعلين/ ات في قضايا الصحة الجنسية والإنجابية.
خرجت الحملة بمجموعة من التوصيات كانت كالتالي:
مراجعة جميع القرارات والإجراءات والممارسات التي تفرض قيودًا على حرية النساء بشأن قراراتهن الصحية.
· استمرار العمل على الحملات التوعوية الخاصة بصحة النساء الجنسية والإنجابية وتراكم الجهود.
· بروتوكول تعاون بين المؤسسات النسوية ووزارة الصحة في شكل حملة/ات إعلامية على أن تتضمن نشرات توعوية بالحد الفاصل بين الممارسات والتصرفات السليمة والانتهاكات.
· إطلاق نشرة توعوية تتضمن الإجراءات القانونية التي يجب اتخاذها حال وقوع انتهاك طبي للنساء.
· إشراك المؤسسات النسوية في كتابة مسودة قانون المسئولية الطبية ومناقشته في أقرب وقت.
· ضرورة البوح وطلب المساعدة والعون والدعم النفسي من قبل النساء الناجيات من العنف كخطوة أولى للتعافي.
نظمت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة ويبينار بعنوان “الحقوق الصحية للنساء بين الإجراءات الطبية والتداعيات النفسية” ضمن أنشطة حملة جسمها حقها وحقها تقرر.
دارت النقاشات خلال الجلسة عن الحقوق الصحية للنساء والفتيات والاجراءات الطبية المتبعة بشكل عام ووالأبعاد القانونية والتشريعية المرتبطة بحرمان النساء والفتيات من حقوقهن الصحية وكذلك التداعيات النفسية. أدارت النقاش: أ/ نسمة الخطيب – محامية والمديرة التنفيذية لمبادرة سند، وبحضور عدد من المتحدثات د/ ألفت علام – استشاري العلاج النفسي والإدمان، د/ نورهان بدر – مديرة مشروع الحب ثقافة مركز خدمات التنمية، أ/ سارة جمال – محامية وعضوة مبادرة سند
يذكر أن حملة جسمها حقها وحقها تقرر استمرت في الفترة من 20 – 30 أكتوبر 2024 بمشاركة عدد من المؤسسات والمبادرات منهم مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة، مؤسسة جنوبية حرة، مؤسسة مصريين بلا حدود، مركز الاعلام من اجل التنمية-نسيج، مبادرة سند،مبادرة سوبر وومن، مبادرة صوتك، مبادرة ميريت
ليه في دايمًا وصمة حوالين زيارة عيادة النساء وليه بس مسموح للمتزوجات اللي يروحوا وغير المتزوجات لأ؟ هل أمراض النساء بتصيب المتزوجات فقط؟ كام مرة سمعنا أو شوفنا بنات مراهقات أو حتى بالغات اتحرمت من حقها في العلاج من أمراض واضطرابات مختلفة لمجرد إنها ما يصحش تزور طبيب/ة النساء وهي مش متجوزة؟
هذه الحلقة تم انتاجها بالتعاون بين مؤسسة ادراك للتنمية والمساواة وسلمون بودكاست ضمن حملة جسمها حقها وحقها تقرر، بحضور ضيفتا الحلقة: آية عبد الحميد: ناشطة نسوية ود. ياسمين أبو العزم: طبيبة نساء
“بروز صدري خلاني أحس بالقلق والارتباك ما اتقبّلتش التغيير، كنت طفلة مش فاهمة حاجة عن جسمي” تسترجع سمر سليمان مشاعرها كطفلة تبدأ مرحلة البلوغ، التي تفتقد فيها الفتيات مصدرًا آمنًا للمعلومات عما يحدث لهن من تغيّرات، لتبقى المساحة مفتوحةً على مصراعيها للخرافات.
تقول سمر لـ المنصة “فجأة أمي اشترت لي حمالة صدر رياضية، ولما حكيت لصاحبتي، سألتني ليه إنتي نزلتي لبن؟”.
يُحاط الجسد الأنثوي في مجتمعنا بسلسلة من الخرافات ينميها المجتمع، تظهر في طريقة ارتداء الملابس، الحركة والصوت والتعاملات،ما يؤثر في كيفية تعاملهن مع التطورات الطبيعية التي يمر بها، البلوغ والزواج مرورًا بالحمل والولادة، ووظائفه البيولوجية والجنسية.
معلومات سرية
يبقى كل ما يتعلق بالاتصال الجنسي بالآخر سرًا مخفيًا لا يُكشف للفتيات إلا وقت الزواج، هذا إن ظَهر أصلًا. ينشأ هذا الجسد وسط توقعات مثقلة بالمعايير المجتمعية غير الواقعية، وما يُعتبر “مقبولًا” أو “غير مقبول” في إطار الثقافة السائدة
لم تراجع سمر البالغة من العمر اليوم 30 سنة صديقتها فيما أخبرتها به عن ارتباط بروز الثدي بإدرار اللبن.
كرهت سمر شكل ثدييها في بروزهما، ورأته “حاجة شاذة” فكانت ترتدي الصدرية طوال الوقت حتى أثناء الاستحمام، لتخبرها والدتها أن ذلك سيزيد من حجمهما وليس العكس. انصاعت الفتاة ذات الـ11 سنة لوالدتها في سبيل الحفاظ على شكل جسدها كما تعرفه، دون تغييرات لا تفهمها ولا تقبلها.
“ماحدش قالي إن ده طبيعي، وإن الثدي البارز من مظاهر الجمال، ماكنش عندي معلومة صحيحة، مجرد خرافات أمي بتقولها لي عشان عايزاني أتصرف بشكل معين” تقول سمر التي لم تنجح في التصالح مع ثدييها إلا بعد أن تزوجت وأنجبت وأرضعت طفلها، فاستطاعت أن ترى جسدها بشكل آخر.
عاشت سمر التي تعمل مصورة فوتوغرافية سنوات من حياتها في محاولات تجنب التعامل مع هذه المنطقة من جسدها، قدر الإمكان، في واحد منالآثار التي تتركها الخرافة على حياة النساء.
الحسد والجسد
ما واجه سمر ليس أمرًا فرديًا، تختلف فقط تفاصيله من فتاة لأخرى، عاشت سهام أحمد في محافظة أسيوط سنوات في قلق وحزن بسبب معلومة أخبرتها بها صديقتها عن البلوغ.
تقول سهام البالغة من العمر 23 سنة لـ المنصة “لما بلغت رحت قلت لأقرب صاحبة ليا، فقالتلي إنها بلغت قبلي بس ما قالتليش عشان ما تتحسدش”، كانت الصغيرة تعتقد كما أخبرتها والدتها أن بلوغها المبكر هو دلالة على أن “صحتها الإنجابية كويسة وهتخلف علطول، وده خلاني عايشة طول الوقت في قلق إن عندي مشاكل عشان إتأخرت لحد ما بلغت” رغم أن الفارق بينهما لم يتعد بضعة أشهر.
نتشكك في أبسط التصرفات البديهية خوفًا من أن تضرنا كنساء
بلغت الفتاتان في سن الثانية عشرة، وهو عمر غير متأخر بالمرة، غير أن جهلهما بالحقائق العلمية حول البلوغ، وخضوعهما للخرافات المتداولة، حوّل سنوات بلوغها إلى سنوات من الخوف.
تساهم البيئات الريفية وغير المتعلمة في انتشار هذه الأفكار المغلوطة بالوراثة، دون التأكد من صحتها أو التشكيك فيها، وهو ما تؤكده دكتورة نادية جمال، استشارية أسرية وتربوية، لـ المنصة أن “ثقافتنا كأفراد لا تختلف عن ثقافات مجتمعاتنا فنحن نتأثر بما يدور حولنا وبقناعات آبائنا وأجدادنا، حتى وإن لم يكن لها دليل علمي”.
تُرجع الاستشارية الأسرية انتشار معلومات كثيرة خاطئة حول الجسد إلى قلة الوعي المتوارثة، “دون تحقق أو تأكد من صحة المعلومات، وجعلنا كذلك نتشكك في أبسط التصرفات البديهية خوفًا من أن تضرنا كنساء”.
كما حدث مع سهام التي نصحتها أمها بتجنب الاستحمام وقت الدورة الشهرية “عشان هتأذي المنطقة، نتعامل معها زي الجرح ما نقربش منها بمية غير لما يقف النزيف”، واستمرت في اتباع النصيحة رغم ضيقها من قضاء أربعة أو خمسة أيام كل شهر دون استحمام أو نظافة شخصية “كنت بحس إني مش نضيفة ومش طايقة نفسي ولا طايقة أعمل حاجة”، ورغم ذلك لم تهجر النصيحة إلا بعد أن بحثت لتصل إلى الحقائق.
وعت سهام لأفكارها عن جسدها عندما تعرضت لنساء أخريات يتحدثن مع اتساع مصادر المعرفة على السوشيال ميديا. “ساعدني أتخلص من الوصم”.
العفة غاية التشويه
يبقى الختان واحدة من أشهر الخرافات التي يؤمن بها قطاعات منالمجتمع، الذي يعتقد أن الأعضاء التناسلية الأنثوية يقلل من شهوة النساء ويجعلهن أكثر عفة، لم تقف هذه الخرافة عند حد السلوكيات الخاطئة، لكنها أودت بحياة الكثير من الفتيات حول العالم، أو قضت على رغبتهن الجنسية، وبعضها أثر على نفسية الفتيات، وتعاملهن مع أجسادهن ومع الجنس.
على الرغم من انخفاض نسبة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في الفئة العمرية من صفر إلى 19 سنة من 21% سنة 2014 إلى 14% سنة 2023، بيانات المسح الصحي للأسرة المصرية الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
يحظى الختان بهذه القوة في المجتمع لارتباطه بالعذرية وحماية الشرف، وهما أساس معظم الخرافات المرتبطة بأجساد النساء في المجتمع، كان ذلك واضحًا في تجربة فاطمة محمد التي تربت في محافظة الفيوم، على أن تركز بشكل مبالغ فيه على ساقيها “أتحرك بحساب ما أفتحهمش أكثر من اللازم ما ألبسش بناطيل ضيقة، ولا أركب عجلة، ولا أتشطف بمية فيها اندفاع عنيف، ماكنتش فاهمة كل ده ليه وعشان إيه بس التزمت بالتعليمات” تقول فاطمة لـ المنصة.
الفتيات عندما يكتبسن أفكارًا عن أجسادهن قد ترسخ في أذهانهن مدى الحياة
أدركت فاطمة ذات الـ23 سنة حقيقة الأمر مع بلوغها فترة المراهقة “عذريتي أمر مقدس، ولازم أحافظ عليها، أي حركة عنيفة هفقد غشاء البكارة”، وكما العادة صدقت دون أي دليل علمي.
العذرية مفهوم اجتماعي مرتبط بممارسة الجنس، إلا أن الكثير من المجتمعات لديها هوس بالأمر، فتربي الفتيات على الحرص والخوف الشديد من كل ما يضر بهذه المنطقة من قريب أو بعيد، حسب نادية جمال.
وتشاركنا الاستشارية النفسية أن إحدى الفتيات كانت تخاف من دخول أي حمام مشترك، بعد دخول رجل، خشية أن تحمل منه، إذا صادف وكانت هناك بقايا من حيواناته المنوية على المرحاض، تقول “ده بيعكس عدم الوعي المنتشر حول أجسادنا وجنسانياتنا، والخوف الشديد من أي موقف قد يرتبط بدورنا الإنجابي أو الجنسي، كنساء، وتؤكد أن هذه الأفكار تنتشر أيضًا لدى الطبقة المتعلمة”.
تجعل هذه الخرافات النساء تحت وطأة الشعور الدائم بالقلق وعدم الارتياح، وتتحول كل تصرفات الفتاة اليومية فيما يتعلق بجسدها إلى موضع ارتباك واستفهام، فهي مرهونة بما يقوله المجتمع، يمزقها صراع بين ما تريده والمعتقد الخاطئ، تشعر بالخوف من العواقب حتى وإن كانت غير موثوقة المصدر، وفي حال كسرها لقواعد المجتمع قد تغدو في عزلة اجتماعية، وفق ما يرى دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي.
الوعي ينهي المشكلة
“نجد أشخاصًا على مستوى عالٍ من التعليم ملتزمين بهذه الثقافات، نتيجة التهديد الذي واجهوه في صغرهم، فأصبحوا يعيدون تدويره، ولم يغيّر التعليم في فكرهم شيء، لأنه شتان ما بين الثقافة وما بين التعليم” يقول فرويز لـ المنصة.
ما يزيد من أثر الخرافات أن الفتيات عندما يكتسبن الأفكار عن أجسادهن، سواء كانت مرتبطة بمقاييس الجمال أو العناية الذاتية، يظللن مؤمنات بها، لأنه حسب ما يوضح فرويز هذه الأفكار/الخرافات تشكل ما يسمى “Body image in the brain” أي صورة الجسد في المخ، وكيف نرى ذواتنا، التي تنعكس على رؤية الآخرين لنا، هذه الأفكار قد ترسخ مع الفتيات مدى الحياة، وقد تؤدي إلى الانطوائية، أو الاكتئابية، أو ربما الانتحار وفقًا لنوع الشخصية والفترة التي تعرضت فيها الفتاة لهذه الأفكار.
يستمر الأثر حتى العلاقة الزوجية، يقول فرويز “ممكن تعليق سخيف أو نفور يعمل فتور في العلاقة بين الزوجين”، ويستكمل شارحًا “مشكلتنا مع الوعي، فكلما زاد كلما قضينا على هذه المشكلات”
يطرح الطبيب النفسي التربية الجنسية في المدارس كحل يسمح للفتيات بالتعلُّم عن أجسادهن بطريقة صحيحة، “تفهم ازاي تحمي نفسها وازاي تتعامل مع البلوغ وتحافظ على نظافتها الشخصية”، ليقطع الطريق على ما ينتجه غياب الوعي من خرافات.
كما تعمل العديد من الجمعيات النسوية على رفع الوعي لدى النساء والفتيات من خلال حملات منظمة، مثل حملة جسمها حقها التي أطلقتها مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة في الفترة من 20 وحتى 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
من صالون “جسمها حقها وحقها تقرر” والذي عقد بالشراكة بين مؤسسة ادراك للتنمية والمساواة ومبادرة سوبر وومن، للتحدث حول ملكية الجسد واتخاذ القرارت الطبية الخاصة بالرحم، وذلك بمشاركة الحاضرات لتجاربهن الخاصة، والتعرف على الأدوات اللاتي يستطعن باستخدامها حماية حقوقهن المتعلقة بأجسادهن.
حضر الصالون المديرة التنفيذية لمؤسسة إدراك للتنمية والمساواة نجوي ابراهيم، والمديرة التنفيذية لمبادرة سوبروومن أية منير، والدكتورة سلمى عماد مسئولة المناصرة ببرنامج التثقيف الصحي للنساء بمؤسسة إدراك، وعدد كبير من المشاركات الفاعلات .
جاء الصالون ضمن حملة جسمها حقها وحقها تقرر والتي بدأت في ال 20 من أكتوبر واستمرت حتى ال 30 من نفس الشهر، لتكسر التابوهات المتعلقة بأجساد النساء وتناقش استقلاليتهن في اتخاذ القرارات الطبية المتعلقة بها والممارسات التي تمنعهن من ذلك.
البيان الافتتاحي لحملتنا “جسمها حقها.. وحقها تقرر”
“صورة الجسد في أذهاننا ما هي إلا معتقداتنا عن مظهرنا الخارجي وذاتنا، وهي مانخبر به أنفسنا عنا وعن مظهرنا ونخبر به ويخبرنا الآخرين، وتتكون صورة الجسد في أذهاننا بداية من سنوات الطفولة وتكبر معنا عاماً بعام، وقد تتغير إلى الأفضل أو الأسوأ بتغير الأحوال وحسب نمونا النفسي ومرونتنا”
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز حقوق النساء والفتيات، وتمكينهن من اتخاذ قراراتهن بمسئولية وحرية وكرامة، نٌعلن عن إطلاق حملة “جسمها حقها.. وحقها تقرر”، والتي تستمر في الفترة من 20 أكتوبر وحتى 30 أكتوبر 2024.
ففي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه النساء والفتيات في الحصول على حقوقهن الصحية والجنسية والإنجابية، تسعى هذه الحملة إلى إلقاء الضوء على قضية ملكية الجسد، تأكيدًا أن للنساء والفتيات الحق الكامل في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهن وحياتهن بدون قيود وصائية من المجتمع، وفي إطار احترام الحقوق الأساسية للمرأة التي يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
خلال حملتنا سوف نسلط الضوء على العقبات التي تحد من استقلاليتهن الجسدية، لا سيما في قضايا الصحة الجنسية والإنجابية، في مرحلة البلوغ وما بعدها، وبما يشمل فترات الزواج وما يليها، وما يتعرضن له من تدخلات وضغوط ومفاهيم مغلوطة يتم ممارساتها سواء من الأسرة أو المجتمع أو مقدمي الرعاية الصحية، وانعكاس ذلك على تهميش حقوقهن وتقليص حريتهن في اتخاذ القرارات الصحية المستنيرة بشأن أجسادهن.
وحيث تتشابك القضايا فتُمنع الفتيات من اتخاذ قرارات بسيطة تتعلق بنظافة أجسادهن، وصولًا إلى الممارسات الأكثر قسوة مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والإجبار على الزواج أو الإنجاب دون موافقتهن الكاملة، ووصولا إلى فرض نصائح والإرشادات و الإجبار على اتخاذ قرارات صحية ليست في صالحهن، أو تدخلات طبية غير ضرورية تُتخذ دون موافقتهن الكاملة، أو يحرمن من التدخل الطبي لعدم موافقة الزوج، أو يجبرن على أستخدام وسائل منع حمل بعينها، وهي كلها قضايا سوف تتناولها الحملة على مدار الأيام المقبلة
ومن ثم توافقنا كعدد من المؤسسات والمبادرات النسوية في العمل كتفا إلى كتف ضمن حملة” جسمها حقها.. حقها تقرر” بغرض توحيد الجهود لنشر الوعي ودعم ومناصرة حق النساء في اتخاذ القرارات الصحية والطبية الخاصة بأجسادهن بدون وصاية، والعمل على إزالة الوصم الملاحق للنساء طول الوقت حتى فيما يخص صحتهن الجنسية والإنجابية، والدعوة إلى مراجعة الإجراءات والممارسات التي تفرض قيودًا على حرية النساء بشأن قراراتها الصحية .
وإننا إذ نرى ان هذه خطوة حاسمة في خطوات تحقيق المساواة، فإننا ندعو الجميع للانضمام إلى حملتنا، والمساهمة في خلق بيئة آمنة وداعمة تتيح للنساء ممارسة حقوقهن الجسدية باستقلالية ومسؤولية.
المؤسسات والمبادرات الشريكة بالحملة :
مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة – مؤسسة مصريين بلا حدود – مؤسسة جنوبية حرة – مبادرة سند – مبادرة نسيج – مبادرة ميريت – مبادرة صوتك
على مدار ثلاثة أشهر نفذت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة 9 مجموعات بؤرية ضمن مشروع ” تعزيز الحماية الصحية للنساء والفتيات: حقها تقرر”، بالتعاون مع مؤسسة ايمبلافاي تشانج” والذي يستهدف العمل الجماعي لتعزيز الوعي بقضايا الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات والتغلب على الأعراف الاجتماعية التي تعيق احراز تقدم في مثل هذه القضايا، والتي تؤدي إلى حرمان النساء والفتيات من التدخلات الطبية ذات الأولوية.
شارك في الجلسات 90 مشارك/ة من أطباء وطبيبات ونساء وفتيات من محافظات القاهرة ووجه قبلي ووجه بحري، حيث تم تنفيذ المجموعات بغرض إعداد دراسة لفهم العلاقة بين النساء والفتيات وأطبّاء وطبيبات أمراض النساء، وتعزيز وصول وحصول النساء والفتيات للخدمات الطبية.
أطلقت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة حملتها “الوسيلة قرار.. حقها تختار” خلال الاحتفال باليوم العالمي لوسائل منع الحمل الذي يوافق ال 26 من سبتمبر من كل عام، حيث تم إعداد الحملة تحت إشراف طبي متخصص، لتمكين النساء والفتيات من اتخاذ القرارات الخاصة بصحتهن الإنجابية بشكل واع، وبحرية، ومسؤولية.
البيان الافتتاحي
يحتفل العالم في ال 26 من سبتمبر باليوم العالمي لوسائل منع الحمل، والذي يوافق هذا العام 2024 ذكرى مرور 30 عام على المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي انعقد عام 1994 في القاهرة؛ لوضع خطة عمل تضمن وتحافظ على الحقوق الإنجابية والجنسية للأفراد، وتلزم الحكومات بتوفير المنتجات الصحية اللازمة ضمن ميزانيتها باعتبارها أساساً للتنمية.
وإيماناً بحق النساء والفتيات في اتخاذ القرارات بشأن صحتهن الإنجابية والجنسية التي تتضمن قرارات تنظيم الأسرة، تطلق مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة حملة “الوسيلة قرار .. حقها تختار ” على مدار 5 أيام للتوعية بالوسائل المستخدمة في تنظيم الأسرة والتركيز على حقوق النساء والفتيات في الوصول واتخاذ القرارات الصحية بشأن وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة.
تُعرَّف الصحة الإنجابية بأنها حالة من الرفاه البدني والعقلي والاجتماعي في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي، في جميع مراحل الحياة. وتشمل الصحة الإنجابية أن تكون الولادات آمنة والحمل مرغوب فيه، بالإضافة إلى حماية النساء والفتيات من فيروس نقص المناعة البشرية، وتوفير السلع والخدمات الصحية اللازمة للتمتع بصحة إنجابية وجنسية جيدة.
ليه مش كل الستات عندها حرية اختيار وسائل منع الحمل؟
الحصول على وسائل تنظيم الأسرة الطوعية حق من حقوق الإنسان، ويعتبر تنظيم الأسرة ركن أساسي في تحقيق المساواة بين الجنسين. ومع ذلك، في ستات مش بتقدر تختار وسيلة تنظيم الأسرة المناسبة لها بالرغم من رغبتهن في استخدامها لإن:
فى بعض الأحيان ” الزوج، الأم، الحماة” بيفرضوا عليها أو يطلبوا منها استخدام وسيلة بعينها دون غيرها
أو بيتم توجيهها لاستخدام وسيلة معينة حتى لو مش مناسبة لصحتها
أو متكونش عندها المعرفة الكافية بالوسائل المختلفة المتاحة وطريقة استخدامها
أو بسبب الأفكار المغلوطة المنتشرة عن بعض وسائل منع الحمل خاصة الوسائل اللي ممكن يستخدمها الزوج
أو حتى عشان تكلفة الوسيلة أعلي مما يمكن للأسرة تحمله فبتضطر تستخدم الوسيلة المتاحة فى الوحدة الصحية.
الوسائل
لكل وسيلة منع حمل مواصفات معينة، وبنسمع خرافات ومعلومات مغلوطة عنها كتير، اعرفي ايه هي وسائل منع الحمل ونسبة حمايتها والخرافات والمعلومات المغلوطة عنها.
الحبة الطارئة:
وسيلة هرمونية، نسبة حمايتها 99 %، بتتاخد بعد الممارسة الجنسية الغير محمية، وأكثر فعالية ليها في أول 3 أيام، لكن ممكن تتاخد في أول 5 ايام حسب نوع الحبايه نفسها، وجرعتها بتختلف حسب وزن الست ف مهم لو وزن الست زياده عن 80 كيلو تستشير الطبيب قبل استخدامها، الحباية الطارئة بتخرج كميات مهولة من الهرمونات في الجسم، فلا ينصح باستخدامها كوسيلة دائمة لمنع الحمل لإنها ممكن تسبب سبب اضطرابات هرمونية شديدة وأمراض، ومش بتتاخد أكتر من مرة في الشهر، وليها أعراض جانبية أشهرهم اضطرابات الدورة الشهرية في نفس شهر استخدامها والشهر اللي بعده.
الواقي النسائي
وسيلة غير هرمونية، وهو كيس فضفاض بيحتوي على حلقة في كل طرف يتم إدخال واحدة منها للمهبل عشلن تحافظ على استقرار الواقي في المنطقة، والتانية بتبقى خارج المهبل وبتستخدم لإزالة الواقي. بيساعد الواقي الأنثوي على منع الحيوانات المنوية من الدخول داخل جسم المرأة، ويمكن استخدامه قبل 8 ساعات من العملية الجنسية. نسبة حمايته منخفضة.
مش كل الأعراض اللي بنحس بيها واحنا بنستخدم وسائل منع الحمل طبيعية، في أعراض عادية مصاحبة للوسيلة وفي أعراض بتستدعي زيارة للدكتور/ة
في حالات معينة ضروري فيها زيارة عيادة النسا قبل استخدام وسائل منع الحمل
لو كانت الوسيلة محتاجة تتركب بواسطة متخصص زي اللولب والكبسولة
لو كنتِ بتعاني من مرض أو عرض من الأعراض دي قبل استخدام وسيلة هرمونية:
لو كنتِ أو لسه بتعاني من أمراض القلب أو الضغط أو السكر
لو كان عمرك فوق ال 35 عام
لو كان عندك أو لسه بتعاني من مشاكل في الكلى أو الكبد
لو عندك تاريخ عائلي أو شخصي للسرطانات أيا كان نوعه
لو انتِ مريضة سرطان حالياً أياً كان نوعه
لو عندك تاريخ مرضي للجلطات أو أمراض الدم المختلفة زي السيولة أو الأنيميا المنجلية وغيرها
لو بتعاني من عدوى مهبلية أو واحد من أعراضها (حكة، رائحة كريهة، تغيرات جلدية في منطقة الجهاز التناسلي الأنثوي الخارجي أو ما حولها، شعور بالألم والحرقان أثناء التبول أو بعده، إفرازات مهبلية غير معتادة)
لو كنتِ في فترة الرضاعة
من أكتر عوامل الخطورة على الصحة الإنجابية في مصر:
تزويج الطفلات: تزويج الطفلات تحت السن القانوني مما يسبب اضرار جسديه و نفسيه كبيره و قد تحدث مضاعفات خطيره اثناء الحمل و الولادة
العنف الزوجي : له أشكال كتير جدا زي غصب الزوجة على الإنجاب أو غصبها على استخدام وسيلة منع حمل بعينها حتى لو الست رفضاها.
الأنيميا: فقر الدم أو الأنيميا هو انخفاض معدل الهمجلوبين بالدم، وبيصاحبه أعراض زي الدوخة و الصداع و الهمدان وعدم التركيز والضعف العام، وبيأثر بشكل كبير على صحة المرأة خصوصا في فترة الحمل و الولادة، وبيحصل بسبب فقر الغذاء أو بسبب تناول أطعمة غير صحية بين النساء في سن الإنجاب.
زواج الأقارب: من درجة ولاد العم أو ولاد الخالة.
يا ترى النساء قادرة توصل لكل الوسائل المتاحة؟
مستوى الاستخدام الحالي لوسائل تنظيم الأسرة وفقا لمسح الأسرة المصرية عام 2021؛ وصل ل%66.4 بين السيدات المتزوجات حاليا ، ودا بيمثل ارتفاع بحوالي 8% عما كان عليه مستوى الاستخدام عام 2014، وعلى الرغم من الزيادة، إلا إنه لحد دلوقتي لسة في ستات مش قادرة توصل لجميع وسائل تنظيم الأسرة، ودا اللي بيطلق عليه” الحاجة غير الملباة “، توصلت دراسة لمعهد التخطيط القومي في العام الجاري 2024، بعنوان ” نحو إنهاء الحاجات غير الملباة لتدخلات تنظيم الأسرة في مصر” إلى أن مصر بتواجه تحدي مستمر يتمثل في الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة والتي تبلغ 13.8%، ودا على الرغم من التقدم في خفض معدل الخصوبة الذي وصل ل 2.85 في عام 2021، اشارت الدراسة لوجود فجوات بين تفضيلات الخصوبة لدى المرأة والاستخدام الفعلي لوسائل منع الحمل بسبب عوائق زي محدودية الوصول للمعلومات والموارد، وعدم كفاية جودة الخدمة، دا غير المعارضة اللي بتواجهها داخل الأسرة، ووجهات النظر الثقافية ضد وسائل منع الحمل .
عشان قرار تنظيم الأسرة قرار مشترك، محتاجين:
1. اعتماد قانون أو استراتيجية لتنظيم الوصول لخدمات تنظيم الأسرة أو وسائلهh الطارئة أو التداركية للنساء والرجال على حد سواء.
2. توفير وسائل تنظيم الأسرة خاصة في المناطق الريفية بما يتماشى مع المعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
3. إطلاق الحملات الإعلامية بانتظام للتوعية بأهمية تنظيم الأسرة وبالوسائل المختلفة للتنظيم.
4. تعزيز قدرة مقدمي الرعاية الصحية لتقديم خدمة على مستوى عال من الجودة.
5. تعزيز وتوفير البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تنظيم الأسرة.
6. زيادة المخصصات المالية المقررة لوزارة الصحة ولخدمات تنظيم الأسرة.
7. تعزيز البحوث والدراسات الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية للنساء.
8. توفير مرافق وخدمات وطاقم طبي خاص بالرجال.
9. التوعية الإعلامية الموجهة للرجال وليس للنساء فقط.
يحتفل العالم في ال 26 من سبتمبر باليوم العالمي لوسائل منع الحمل، والذي يوافق هذا العام 2024 ذكرى مرور 30 عام على المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي انعقد عام 1994 في القاهرة؛ لوضع خطة عمل تضمن وتحافظ على الحقوق الإنجابية والجنسية للأفراد، وتلزم الحكومات بتوفير المنتجات الصحية اللازمة ضمن ميزانيتها باعتبارها أساساً للتنمية.
وإيماناً بحق النساء والفتيات في اتخاذ القرارات بشأن صحتهن الإنجابية والجنسية التي تتضمن قرارات تنظيم الأسرة، تطلق مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة حملة “الوسيلة قرار .. حقها تختار ” على مدار 5 أيام للتوعية بالوسائل المستخدمة في تنظيم الأسرة والتركيز على حقوق النساء والفتيات في الوصول واتخاذ القرارات الصحية بشأن وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة.
تُعرَّف الصحة الإنجابية بأنها حالة من الرفاه البدني والعقلي والاجتماعي في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي، في جميع مراحل الحياة. وتشمل الصحة الإنجابية أن تكون الولادات آمنة والحمل مرغوب فيه، بالإضافة إلى حماية النساء والفتيات من فيروس نقص المناعة البشرية، وتوفير السلع والخدمات الصحية اللازمة للتمتع بصحة إنجابية وجنسية جيدة.
كونوا معنا في هذه الحملة، ودعونا نعمل سويًا من أجل تمكين النساء والفتيات في اتخاذ قراراتهن الصحية بحرية ومسؤولية.
ملاحظة .. تم اعداد محتوي الحملة تحت إشراف طبي متخصص