مقال كيف تحول الخرافات بين المرأة وجسمها

كتبت: وفاء خيري

نقلا عن موقع المنصة

“بروز صدري خلاني أحس بالقلق والارتباك ما اتقبّلتش التغيير، كنت طفلة مش فاهمة حاجة عن جسمي” تسترجع سمر سليمان مشاعرها كطفلة تبدأ مرحلة البلوغ، التي تفتقد فيها الفتيات مصدرًا آمنًا للمعلومات عما يحدث لهن من تغيّرات، لتبقى المساحة مفتوحةً على مصراعيها للخرافات.

تقول سمر لـ المنصة “فجأة أمي اشترت لي حمالة صدر رياضية، ولما حكيت لصاحبتي، سألتني ليه إنتي نزلتي لبن؟”.

يُحاط الجسد الأنثوي في مجتمعنا بسلسلة من الخرافات ينميها المجتمع، تظهر في طريقة ارتداء الملابس، الحركة والصوت والتعاملات، ما يؤثر في كيفية تعاملهن مع التطورات الطبيعية التي يمر بها، البلوغ والزواج مرورًا بالحمل والولادة، ووظائفه البيولوجية والجنسية.

معلومات سرية

يبقى كل ما يتعلق بالاتصال الجنسي بالآخر سرًا مخفيًا لا يُكشف للفتيات إلا وقت الزواج، هذا إن ظَهر أصلًا. ينشأ هذا الجسد وسط توقعات مثقلة بالمعايير المجتمعية غير الواقعية، وما يُعتبر “مقبولًا” أو “غير مقبول” في إطار الثقافة السائدة

لم تراجع سمر البالغة من العمر اليوم 30 سنة صديقتها فيما أخبرتها به عن ارتباط بروز الثدي بإدرار اللبن.

كرهت سمر شكل ثدييها في بروزهما، ورأته “حاجة شاذة” فكانت ترتدي الصدرية طوال الوقت حتى أثناء الاستحمام، لتخبرها والدتها أن ذلك سيزيد من حجمهما وليس العكس. انصاعت الفتاة ذات الـ11 سنة لوالدتها في سبيل الحفاظ على شكل جسدها كما تعرفه، دون تغييرات لا تفهمها ولا تقبلها.

“ماحدش قالي إن ده طبيعي، وإن الثدي البارز من مظاهر الجمال، ماكنش عندي معلومة صحيحة، مجرد خرافات أمي بتقولها لي عشان عايزاني أتصرف بشكل معين” تقول سمر التي لم تنجح في التصالح مع ثدييها إلا بعد أن تزوجت وأنجبت وأرضعت طفلها، فاستطاعت أن ترى جسدها بشكل آخر.

عاشت سمر التي تعمل مصورة فوتوغرافية سنوات من حياتها في محاولات تجنب التعامل مع هذه المنطقة من جسدها، قدر الإمكان، في واحد من الآثار التي تتركها الخرافة على حياة النساء.

الحسد والجسد

ما واجه سمر ليس أمرًا فرديًا، تختلف فقط تفاصيله من فتاة لأخرى، عاشت سهام أحمد في محافظة أسيوط سنوات في قلق وحزن بسبب معلومة أخبرتها بها صديقتها عن البلوغ.

تقول سهام البالغة من العمر 23 سنة لـ المنصة “لما بلغت رحت قلت لأقرب صاحبة ليا، فقالتلي إنها بلغت قبلي بس ما قالتليش عشان ما تتحسدش”، كانت الصغيرة تعتقد كما أخبرتها والدتها أن بلوغها المبكر هو دلالة على أن “صحتها الإنجابية كويسة وهتخلف علطول، وده خلاني عايشة طول الوقت في قلق إن عندي مشاكل عشان إتأخرت لحد ما بلغت” رغم أن الفارق بينهما لم يتعد بضعة أشهر.

نتشكك في أبسط التصرفات البديهية خوفًا من أن تضرنا كنساء

بلغت الفتاتان في سن الثانية عشرة،  وهو عمر غير متأخر بالمرة، غير أن جهلهما بالحقائق العلمية حول البلوغ، وخضوعهما للخرافات المتداولة، حوّل سنوات بلوغها إلى سنوات من الخوف.

تساهم البيئات الريفية وغير المتعلمة في انتشار هذه الأفكار المغلوطة بالوراثة، دون التأكد من صحتها أو التشكيك فيها، وهو ما تؤكده دكتورة نادية جمال، استشارية أسرية وتربوية، لـ المنصة أن “ثقافتنا كأفراد لا تختلف عن ثقافات مجتمعاتنا فنحن نتأثر بما يدور حولنا وبقناعات آبائنا وأجدادنا، حتى وإن لم يكن لها دليل علمي”.

تُرجع الاستشارية الأسرية انتشار معلومات كثيرة خاطئة حول الجسد إلى قلة الوعي المتوارثة، “دون تحقق أو تأكد من صحة المعلومات، وجعلنا كذلك نتشكك في أبسط التصرفات البديهية خوفًا من أن تضرنا كنساء”.

كما حدث مع سهام التي نصحتها أمها بتجنب الاستحمام وقت الدورة الشهرية “عشان هتأذي المنطقة، نتعامل معها زي الجرح ما نقربش منها بمية غير لما يقف النزيف”، واستمرت في اتباع النصيحة رغم ضيقها من قضاء أربعة أو خمسة أيام كل شهر دون استحمام أو نظافة شخصية “كنت بحس إني مش نضيفة ومش طايقة نفسي ولا طايقة أعمل حاجة”، ورغم ذلك لم تهجر النصيحة إلا بعد أن بحثت لتصل إلى الحقائق.

 وعت سهام لأفكارها عن جسدها عندما تعرضت لنساء أخريات يتحدثن مع اتساع مصادر المعرفة على السوشيال ميديا. “ساعدني أتخلص من الوصم”.

العفة غاية التشويه

يبقى الختان واحدة من أشهر الخرافات التي يؤمن بها قطاعات من المجتمع، الذي يعتقد أن الأعضاء التناسلية الأنثوية يقلل من شهوة النساء ويجعلهن أكثر عفة، لم تقف هذه الخرافة عند حد السلوكيات الخاطئة، لكنها أودت بحياة الكثير من الفتيات حول العالم، أو قضت على رغبتهن الجنسية، وبعضها أثر على نفسية الفتيات، وتعاملهن مع أجسادهن ومع الجنس.

على الرغم من انخفاض نسبة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في الفئة العمرية من صفر إلى 19 سنة من 21%؜ سنة 2014 إلى 14% سنة 2023، بيانات المسح الصحي للأسرة المصرية الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

يحظى الختان بهذه القوة في المجتمع لارتباطه بالعذرية وحماية الشرف، وهما أساس معظم الخرافات المرتبطة بأجساد النساء في المجتمع، كان ذلك واضحًا في تجربة فاطمة محمد التي تربت في محافظة الفيوم، على أن تركز بشكل مبالغ فيه على ساقيها “أتحرك بحساب ما أفتحهمش أكثر من اللازم ما ألبسش بناطيل ضيقة، ولا أركب عجلة، ولا أتشطف بمية فيها اندفاع عنيف، ماكنتش فاهمة كل ده ليه وعشان إيه بس التزمت بالتعليمات” تقول فاطمة لـ المنصة.

الفتيات عندما يكتبسن أفكارًا عن أجسادهن قد ترسخ في أذهانهن مدى الحياة

أدركت فاطمة ذات الـ23 سنة حقيقة الأمر مع بلوغها فترة المراهقة “عذريتي أمر مقدس، ولازم أحافظ عليها، أي حركة عنيفة هفقد غشاء البكارة”، وكما العادة صدقت دون أي دليل علمي.

العذرية مفهوم اجتماعي مرتبط بممارسة الجنس، إلا أن الكثير من المجتمعات لديها هوس بالأمر، فتربي الفتيات على الحرص والخوف الشديد من كل ما يضر بهذه المنطقة من قريب أو بعيد، حسب نادية جمال.

وتشاركنا الاستشارية النفسية أن إحدى الفتيات كانت تخاف من دخول أي حمام مشترك، بعد دخول رجل، خشية أن تحمل منه، إذا صادف وكانت هناك بقايا من حيواناته المنوية على المرحاض، تقول “ده بيعكس عدم الوعي المنتشر حول أجسادنا وجنسانياتنا، والخوف الشديد من أي موقف قد يرتبط بدورنا الإنجابي أو الجنسي، كنساء، وتؤكد أن هذه الأفكار تنتشر أيضًا لدى الطبقة المتعلمة”.

تجعل هذه الخرافات النساء تحت وطأة الشعور الدائم بالقلق وعدم الارتياح، وتتحول كل تصرفات الفتاة اليومية فيما يتعلق بجسدها إلى موضع ارتباك واستفهام، فهي مرهونة بما يقوله المجتمع، يمزقها صراع بين ما تريده والمعتقد الخاطئ، تشعر بالخوف من العواقب حتى وإن كانت غير موثوقة المصدر، وفي حال كسرها لقواعد المجتمع قد تغدو في عزلة اجتماعية، وفق ما يرى دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي.

الوعي ينهي المشكلة

“نجد أشخاصًا على مستوى عالٍ من التعليم ملتزمين بهذه الثقافات، نتيجة التهديد الذي واجهوه في صغرهم، فأصبحوا يعيدون تدويره، ولم يغيّر التعليم في فكرهم شيء، لأنه شتان ما بين الثقافة وما بين التعليم” يقول فرويز لـ المنصة.

ما يزيد من أثر الخرافات أن الفتيات عندما يكتسبن الأفكار عن أجسادهن، سواء كانت مرتبطة بمقاييس الجمال أو العناية الذاتية، يظللن مؤمنات بها، لأنه حسب ما يوضح فرويز هذه الأفكار/الخرافات تشكل ما يسمى “Body image in the brain” أي صورة الجسد في المخ، وكيف نرى ذواتنا، التي تنعكس على رؤية الآخرين لنا، هذه الأفكار قد ترسخ مع الفتيات مدى الحياة، وقد تؤدي إلى الانطوائية، أو الاكتئابية، أو ربما الانتحار وفقًا لنوع الشخصية والفترة التي تعرضت فيها الفتاة لهذه الأفكار.

يستمر الأثر حتى العلاقة الزوجية، يقول فرويز “ممكن تعليق سخيف أو نفور يعمل فتور في العلاقة بين الزوجين”، ويستكمل شارحًا “مشكلتنا مع الوعي، فكلما زاد كلما قضينا على هذه المشكلات”

يطرح الطبيب النفسي التربية الجنسية في المدارس كحل يسمح للفتيات بالتعلُّم عن أجسادهن بطريقة صحيحة، “تفهم ازاي تحمي نفسها وازاي تتعامل مع البلوغ وتحافظ على نظافتها الشخصية”، ليقطع الطريق على ما ينتجه غياب الوعي من خرافات.

كما تعمل العديد من الجمعيات النسوية على رفع الوعي لدى النساء والفتيات من خلال حملات منظمة، مثل حملة جسمها حقها التي أطلقتها مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة في الفترة من 20 وحتى 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

 

صالون”جسمها حقها.. وحقها تقرر”

من صالون “جسمها حقها وحقها تقرر” والذي عقد بالشراكة بين مؤسسة ادراك للتنمية والمساواة ومبادرة سوبر وومن، للتحدث حول ملكية الجسد واتخاذ القرارت الطبية الخاصة بالرحم، وذلك بمشاركة الحاضرات لتجاربهن الخاصة، والتعرف على الأدوات اللاتي يستطعن باستخدامها حماية حقوقهن المتعلقة بأجسادهن.
حضر الصالون المديرة التنفيذية لمؤسسة إدراك للتنمية والمساواة نجوي ابراهيم، والمديرة التنفيذية لمبادرة سوبروومن أية منير، والدكتورة سلمى عماد مسئولة المناصرة ببرنامج التثقيف الصحي للنساء بمؤسسة إدراك، وعدد كبير من المشاركات الفاعلات .

جاء الصالون ضمن حملة جسمها حقها وحقها تقرر والتي بدأت في ال 20 من أكتوبر واستمرت حتى ال 30 من نفس الشهر، لتكسر التابوهات المتعلقة بأجساد النساء وتناقش استقلاليتهن في اتخاذ القرارات الطبية المتعلقة بها والممارسات التي تمنعهن من ذلك.

إدراك تطلق حملة “جسمها حقها.. وحقها تقرر”

البيان الافتتاحي لحملتنا “جسمها حقها.. وحقها تقرر”
“صورة الجسد في أذهاننا ما هي إلا معتقداتنا عن مظهرنا الخارجي وذاتنا، وهي مانخبر به أنفسنا عنا وعن مظهرنا ونخبر به ويخبرنا الآخرين، وتتكون صورة الجسد في أذهاننا بداية من سنوات الطفولة وتكبر معنا عاماً بعام، وقد تتغير إلى الأفضل أو الأسوأ بتغير الأحوال وحسب نمونا النفسي ومرونتنا”
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز حقوق النساء والفتيات، وتمكينهن من اتخاذ قراراتهن بمسئولية وحرية وكرامة، نٌعلن عن إطلاق حملة “جسمها حقها.. وحقها تقرر”، والتي تستمر في الفترة من 20 أكتوبر وحتى 30 أكتوبر 2024.
ففي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه النساء والفتيات في الحصول على حقوقهن الصحية والجنسية والإنجابية، تسعى هذه الحملة إلى إلقاء الضوء على قضية ملكية الجسد، تأكيدًا أن للنساء والفتيات الحق الكامل في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهن وحياتهن بدون قيود وصائية من المجتمع، وفي إطار احترام الحقوق الأساسية للمرأة التي يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
خلال حملتنا سوف نسلط الضوء على العقبات التي تحد من استقلاليتهن الجسدية، لا سيما في قضايا الصحة الجنسية والإنجابية، في مرحلة البلوغ وما بعدها، وبما يشمل فترات الزواج وما يليها، وما يتعرضن له من تدخلات وضغوط ومفاهيم مغلوطة يتم ممارساتها سواء من الأسرة أو المجتمع أو مقدمي الرعاية الصحية، وانعكاس ذلك على تهميش حقوقهن وتقليص حريتهن في اتخاذ القرارات الصحية المستنيرة بشأن أجسادهن.
وحيث تتشابك القضايا فتُمنع الفتيات من اتخاذ قرارات بسيطة تتعلق بنظافة أجسادهن، وصولًا إلى الممارسات الأكثر قسوة مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والإجبار على الزواج أو الإنجاب دون موافقتهن الكاملة، ووصولا إلى فرض نصائح والإرشادات و الإجبار على اتخاذ قرارات صحية ليست في صالحهن، أو تدخلات طبية غير ضرورية تُتخذ دون موافقتهن الكاملة، أو يحرمن من التدخل الطبي لعدم موافقة الزوج، أو يجبرن على أستخدام وسائل منع حمل بعينها، وهي كلها قضايا سوف تتناولها الحملة على مدار الأيام المقبلة
ومن ثم توافقنا كعدد من المؤسسات والمبادرات النسوية في العمل كتفا إلى كتف ضمن حملة” جسمها حقها.. حقها تقرر” بغرض توحيد الجهود لنشر الوعي ودعم ومناصرة حق النساء في اتخاذ القرارات الصحية والطبية الخاصة بأجسادهن بدون وصاية، والعمل على إزالة الوصم الملاحق للنساء طول الوقت حتى فيما يخص صحتهن الجنسية والإنجابية، والدعوة إلى مراجعة الإجراءات والممارسات التي تفرض قيودًا على حرية النساء بشأن قراراتها الصحية .
وإننا إذ نرى ان هذه خطوة حاسمة في خطوات تحقيق المساواة، فإننا ندعو الجميع للانضمام إلى حملتنا، والمساهمة في خلق بيئة آمنة وداعمة تتيح للنساء ممارسة حقوقهن الجسدية باستقلالية ومسؤولية.
المؤسسات والمبادرات الشريكة بالحملة :
مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة – مؤسسة مصريين بلا حدود – مؤسسة جنوبية حرة – مبادرة سند – مبادرة نسيج – مبادرة ميريت – مبادرة صوتك

مجموعات بؤرية لفهم العلاقة بين النساء ومقدمي الخدمة الطبية

على مدار ثلاثة أشهر نفذت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة 9 مجموعات بؤرية ضمن مشروع ” تعزيز الحماية الصحية للنساء والفتيات: حقها تقرر”، بالتعاون مع مؤسسة ايمبلافاي تشانج” والذي يستهدف العمل الجماعي لتعزيز الوعي بقضايا الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات والتغلب على الأعراف الاجتماعية التي تعيق احراز تقدم في مثل هذه القضايا، والتي تؤدي إلى حرمان النساء والفتيات من التدخلات الطبية ذات الأولوية.
شارك في الجلسات 90 مشارك/ة من أطباء وطبيبات ونساء وفتيات من محافظات القاهرة ووجه قبلي ووجه بحري، حيث تم تنفيذ المجموعات بغرض إعداد دراسة لفهم العلاقة بين النساء والفتيات وأطبّاء وطبيبات أمراض النساء، وتعزيز وصول وحصول النساء والفتيات للخدمات الطبية.

استكشاف وتعلم أساليب وأدوات المناصرة

عدد من قضايا الصحة الجنسية والإنجابية لا تلقي وعيا بها، وفي أفضل الأحوال تقابل بنكران أو سخرية، فيعمل السياق الاجتماعي على التقليل من آلام النساء وشكواهن، وحرصاً من مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة على نشر الوعي بقضايا النساء والفتيات، أقامت المؤسسة الورشة التدريبية “استكشاف وتعلم أساليب وأدوات المناصرة في قضايا التثقيف الصحي والجنسي” على مدار ثلاثة أيام متتالية استطاعت من خلالها المشاركات/ين معرفة كيفية إنشاء حملة مناصرة رقمية في قضايا التثقيف الجنسي، بدءاً من تحليل موضوع الحملة والسياق العام وحتى مرحلة المتابعة والتقييم.

أدارت الجلسة الأولى د/ سلمي عماد، وتناولت خلالها أهمية التثقيف الصحي والجنسي وكيفية العم لعلى قضايا وموضوعات الصحة الجنسية والإنجابية وفقاً للاستهدافات العمرية.

وأدار الجلسة الثانية والثالثة المدرب أ/ محمود عبد الظاهر، وتناول خلالهم ماهية المناصرة ومبادئها ومستواياتها وكيفية التخطيط لحملات المناصرة الرقمية بدءاً من تحليل الموضوع وحتى مرحلة التقييم والمتابعة.

وتناول المدرب – د/ عمرو وجيه في الجلسة الرابعة، موضوع كيفية إنشاء حملات المناصرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتعامل مع الجمهور الرقمي في قضايا الصحة الجنسية والإنجابية.

تقييم التقدم المحرز في إعلان ومنهاج بيجين +30

استضافت مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة لقاء تشاوري مع عدد من منظمات المجتمع المدني العاملة على قضايا النساء والمبادرات النسوية؛ لمناقشة جهود المؤسسات والمنظمات الأهلية والوطنية المعنية بقضايا النساء، والتقدم المحرز والتحديات التى تواجه تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد 30 عاما من اعتماده فى عام 1995 خلال المؤتمر العالمى الرابع المعني بالمرأة.

شارك باللقاء  (مؤسسة قضايا المرأة، مؤسسة المرأة الجديدة، مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، مؤسسة مصريين بلا حدود، مؤسسة النون لرعاية الأسرة، مبادرة صوتك، مبادرة حقي، مبادرة بر أمان، مبادرة مؤنت سالم، مبادرة سند).

الأثر النفسي على النساء أثناء حالة الحرب

كتبت: ميرنا محمد مطر
باحثة في العلوم السياسية

 

في الظلام الذي يغطي أرض غزة، تتوه الأنوثة بين أنقاض الحروب، فالحرب عمل من أعمال العنف. النساء، اللواتي يعتبرن ركيزة المجتمع، يتعرضن لأشكال متعددة من الانتهاكات. تعتبر النساء من أكثر الفئات التي تعاني ويلات مضاعفة في أوقات النزاعات المسلحة والحروب، هذا ما دعا الجمعية العامة بإعلان القرار رقم 3318 رقم 4 في مايو من عام 1974 بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والمنازعات المسلحة.

قبل النزوح، تعرضت النساء الفلسطينيات لأبشع الجرائم التي لم تراعى فيها حقوق المرأة التي نادى بها القانون الدولي. القصف الهمجي، العمل بالأعمال الشاقة، المضايقات مثل اجبارهن على خلع الحجاب، كلها تشكل صورة مرعبة للحياة قبل النزوح. أما أثناء عملية النزوح، فقد تعرضت النساء الفلسطينيات لانتهاكات أخرى. القصف، الاعتقال التعسفي، المعاملة غير الإنسانية، كلها تشكل جزءا من الواقع المرير الذي يعيشه النساء أثناء النزوح.

ويجب أن نتذكر أن الأثر الطويل الأمد لهذه الانتهاكات على حياة النساء الفلسطينيات لا يمكن تجاهله. الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع الدولي في حماية حقوق المرأة في ظل النزاعات المسلحة يجب أن يكون أكثر فعالية. النساء في غزة، مثل النساء في جميع أنحاء العالم، يستحقون الحياة بكرامة وحرية. إنهم يستحقون الحق في الحياة، الحق في الأمان، والحق في العدالة. وعلى العالم أن يسمع صرخاتهم.

فالأثر النفسي للحروب والنزاعات على النساء يمكن أن يكون كبيرًا، بل ومدمرًا. النساء اللواتي تعرضن للانتهاكات والعنف بشكل عام  يعانين من مجموعة متنوعة من الأعراض النفسية، بما في ذلك الصدمة والقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصد

  1. الصدمة: الصدمة هي رد فعل طبيعي على الأحداث المروعة والمؤلمة. النساء اللواتي تعرضن للعنف والانتهاكات يمكن أن يشعرن بالصدمة والذهول والخوف.
  2. القلق: القلق هو شعور بالقلق أو الخوف الذي يمكن أن يكون شديدًا بما يكفي لأن يتدخل في الحياة اليومية. النساء اللواتي تعرضن للعنف يمكن أن يشعرن بالقلق بشأن الأمان الشخصي والمستقبل.
  3. الاكتئاب: الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب شعورًا مستمرًا بالحزن وفقدان الاهتمام. النساء اللواتي تعرضن للعنف يمكن أن يعانين من الاكتئاب بسبب الأحداث المؤلمة التي شهدوها أو تعرضوا لها.
  4. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): PTSD هو اضطراب نفسي يمكن أن يحدث بعد تجربة أو شهادة حدث مروع. النساء اللواتي تعرضن للعنف والانتهاكات يمكن أن يعانين من PTSD، والذي يمكن أن يسبب الكوابيس والفلاش باك والأعراض الجسدية مثل الصداع والأرق.

إن الدعم النفسي والعلاج النفسي يمكن أن يكونان أدوات قوية، بل وضرورية مع المساعدات الرئيسية المقدمة، وذلك لمساعدة النساء اللواتي تعرضن للعنف والانتهاكات في الحروب والنزاعات على التعافي وإعادة بناء حياتهن. إن الاعتراف بالأثر النفسي للحروب على النساء وتوفير الدعم اللازم هو خطوة أساسية نحو العدالة والشفاء.

كما تعاني المرأة الفلسطينية من معاملة غير انسانية أثناء النزوح حسب اقوال السيدة رنا جبر عن اضطررنا إلى قضاء الحاجة في الشارع أو الانتظار وقت طويل جدا وهذا ما يسبب مشاكل صحية للمرأة نظرا لطول فترة النزوح وعدم وجود مواصلات حيث تستغرق رحلة النزوح ساعات، كما أن النساء النازحات في وقت الدورة الشهرية يعانين كثيرا حيث أنهن لا يستطع التوقف أو الارتياح بناء على تعليمات الاحتلال بعدم التحرك والمضي قدما.

كما عانت النساء الفلسطينيات في ظل هذه الحرب من الاعتقال التعسفي والايقاف في طريق النزوح حيث تم توثيق اعتقال أكثر من خمسين امرأة من قطاع غزة من ضمنهم مسنات ورضيعات وحسب ما وصل من شهادات فأنهن يتعرضن إلى التنكيل وسوء المعاملة في ظل تعتيم كامل عن مصيرهن من قبل الاحتلال. وحسب شهادة السيدة “خولة ابو زايدة” والتي تبلغ من العمر 40 سنة من سكان شمال قطاع غزة فان ابنتها اسيل ابو زايدة والتي تبلغ من العمر 19 عاما والتي اعتقلت اثناء النزوح قد تعرضت لسرقة ذهبها الخاص والمقدر قيمته اربعون ألف دولار اميركي ولم تسترده إلى غاية هذه اللحظة، وذلك لأنها مازالت معتقلة الى هذه اللحظة لدى الاحتلال الاسرائيلي.

كما تواجه المرأة الفلسطينية حاليا بسبب الحرب غياب هذه المستلزمات الأساسية للحياة الكريمة. فالحمامات إن توفرت تكون قليلة العدد وعامة الاستخدام، والماء النقي شحيح، ولا يوجد بها صرف صحي والكهرباء غير متوفرة. ويسوء الوضع في فصل الشتاء حيث يسيل المطر داخل الخيام التي ّ تفتقر إلى وسائل التدفئة الفعالة. وتؤدي هذه الظروف إلى تفشي الأمراض، وخاصة بين النساء اللواتي يحتجن للمحافظة على صحتهن رعاية وعناية). وحسب شهادة نورهان أبو نحل وهي حامل في شهرها السابع أنها تعرضت لجفاف ونزلات معوية وكادت أن تفقد جنينها لولا تدخل الأطباء. كما أدى الوضع الانساني السيء وانقطاع الوقود والبنزين إلى نقل السيدة لينا أبو عودة أثناء مخاضها وبعد ولادتها عبر عربة حيوان إلى المستشفى حيث ذكرت لنا: “فقدت خصوصيتي في أضعف لحظة قد تكون بها المرأة وكنت أصرخ في الشارع من الألم والجميع شاهدني لأنني لم أستطع تحمل الألم خاصة أن حركة العربة كانت تزيد من ألم الطلق في ظل تكسير الشوارع أيضاً.

وبالتوازي، كان للحرب الأهلية في السودان تأثير مدمر على النساء، حيث تضرر الملايين من العنف القائم على النوع الاجتماعي والتشرد وفقدان سبل العيش. واجهت المرأة تحديات مختلفة، بما في ذلك الافتقار إلى الخصوصية، والشواغل المتعلقة بالسلامة، ومحدودية الوصول إلى التعليم وفرص العمل. أدى الصراع إلى معاناة كبيرة للنساء، مع تقارير عن العنف الجنسي والاغتصاب والفظائع الأخرى. وقد ظهرت مبادرات وتحالفات تقودها المرأة لمعالجة هذه القضايا والدعوة إلى السلام وحقوق المرأة.

أدت الحرب إلى فقدان ملايين النساء لسبل عيشهن ومدخراتهن والوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والغذاء. كان العنف القائم على نوع الجنس، بما في ذلك العنف الجنسي، قضية سائدة خلال النزاع، حيث وردت تقارير عن حوادث تؤثر على النساء والفتيات. وقد أعاق الافتقار إلى التمويل ووصول المساعدات الإنسانية والتحديات الأمنية الجهود الرامية إلى دعم النساء المحتاجات.

“تعنيف النساء..تعنيف للمجتمع”

 أطلقت المؤسسة الحملة خلال فعاليات 16 يوم من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة لعام 2020 .

أستهدفت الحملة نشر من تقرير 2020 لمرصد جرائم العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات بالتركيز على إظهار نسب جرائم الشرف، القتل نتيجة عنف أسرى، الاغتصاب، الانتحار، التحرش الجنسي. 

وذلك من خلال

  • عدد من  الانفوجراف حول نسب العنف ضد النساء والفتيات من واقع تقرير المرصد عن الجرائم المرصودة.
  • كما شملت الحملة مقالات عن أهمية كسر دائرة العنف المجتمعي.